وصف الكتاب:
يبدو أن تدريس مواد التفكير الإسلامي أمراً سهلاً في الظاهر، فإنه في الحقيقة من أصعب ما يبتلى الإنسان بالقيام به، وذلك لإنفتاح هذه المادة على كل مجالات حياة الإنسان، وتناولها لكل جوانب وجوده الفكرية والإجتماعية والسلوكية... فكان المدرّس لهذا العلم كمن يطالب بتدريس كل المواد الأخرى ضمنا إن لم يكن علناً. التفكير الإسلامي والتربية الإسلامية ينهلان من منابع نقلية وعقلية معاً، فالنص قرآناً وسنّة، ثم إجتهادات العلماء المسلمين عبر التاريخ، تجعل من عملية إستيعاب المدرّس لمضامين هذه الأصول عملية صعبة فشل أغلب المعلمين في تحقيقها، فكان الغالب على من يدرّسون هذه المادة إما حفظهم للأصول النقلية دون العقلية وإنقلابهم بالنتيجة وعّاظا شكليين يقدمون الأقوال دون إقتدار على تحليلها وإستثمارها؛ فكانوا بمثابة من يقدم مادة خاما ولكن إلى من لا يقدر على تصفيتها وغربلتها والإنتفاع بها، وهل يقدر التلميذ على ما يعجز عنه الأستاذ؟.