وصف الكتاب:
لقد ولدت النكبة التي أصابت أكثر القضايا عدالة في العالم وأقربها إلى الحق، ألا وهي قضية فلسطين، التي اغتصبت من أهلها لصالح شراذم في العالم. حيث شرد أكثر من أربعمائة إنسان من بيوتهم، ومن ثم عاد الحكام العرب ليسترحموا العالم من اجل إعادتهم. ويؤكد قسطنطين أن ما نعيشه اليوم ونعرفه جميعاً، أنه بالإضافة إلى الخسارة المادية التي أصابت الفلسطينيين والعرب في نكبة فلسطين هو الخسارة المعنوية والتي تجلت بانعدام الثقة والشك بالحكام العرب وتسرب اليأس إلى قلوبهم. إلا أن قسطنطين يعود ويستدرك أنه علينا الإقرار بالقوة المهيمنة الأجنبية، التي تسيطر على البلاد العربية. وأن مصالح الدول مهما تكن هي التي تقود العالم. ومن أجل استعادة العرب لمكانتهم يجب أن تتلاقى مصالحهم كدول مع مصالح دول العالم. ولذلك فإن قسطنطين دعا يومها إلى أن من الواجب أن نقر بقوة العدو وأن نحسب حسابها عندما ننظر إلى معضلتنا الحاضرة ونسعى لمعالجتها. ولكن في الوقت نفسه، على العرب ألا يقعوا أسرى لوم الأنفس، بل من الحق والواجب أن يقروا بالأخطاء، وإظهار مواطن الضعف في الكيان العربي، وبالتالي فهم المسؤولية الملقاة على الجميع من أجل تبيان مصادر الضعف ومعالجتها.