وصف الكتاب:
يضم هذا الكتيب بين طياته ترجمة لكرّاس صادر عن جمعية "يهود من أجل العدالة في الشرق الأوسط". والكرّاس يطرح بالضرورة مسألة العلاقة بين الديانة اليهودية والحركة الصهيونية، كعلاقة ملتبسة بحاجة لكثير من التدقيق والإجابات المركبة غير السهلة. فعلى الرغم من أن مؤسسي الحركة الصهيونية كانوا من العلمانيين/الملحدين الذين تأثروا بالأفكار القومية الاستعمارية التي سادت في أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على تحويل أفكارهم النظرية إلى واقع على الأرض لولا تمكنهم من استخدام قطاعات واسعة من يهود العالم. وقد تمّ ذلك عبر تداخل معطيات متعددة، إلا أنه وقبيل ظهور الحركة الصهيونية، ساد في أوساط معتنقي الديانة اليهودية الكثير من الاتجاهات الفكرية، وأهمها: الاتجاه الاندماجي الذي قادته آنذاك حركة "الهسكلاة" (التنوير). وكان أصحاب هذا الاتجاه يرون ضرورة فصل الديانة اليهودية عن أي ادعاءات قومية. وكان أصحاب هذا الاتجاه من القوة لدرجة مكنتهم من منع عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة "ميونيخ" الألمانية كما كان مقرراً. وذلك بفعل الموقف المعادي للصهيونية والرافض لادعاءاتها الذي اتخذه مجلس الحاخاميين اليهود في ألمانيا وأركان الجالية اليهودية هناك، كما أن الحركة اليهودية الإصلاحية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، كانت تعارض أهداف الحركة الصهيونية.