وصف الكتاب:
ما سميّ بحرب لبنان الثانية (بعد حرب لبنان الأولى العام 1982)، إلى العام 2000 الذي شهد حدثين على جانب كبير من الأهمية وهما، أولاً: انتصار المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، وتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، وثانياً فشل مؤتمر كامب ديفيد الثاني الذي دعا إليه الرئيس الأميركي بيل كلينتون وجمع فيه إيهود باراك مع ياسر عرفات للبحث عن تسوية نهائية للقضية الفلسطينية. ولأول وهلة بدا الحدثان وكأن لا رابط بينهما. غير أنهما تفاعلا معاً في الواقع ليؤثرا بشكل معين على مسار الأحداث اللاحقة. فلو أن مؤتمر كامب ديفيد الثاني كان نجح في التوصل إلى اتفاق يمهّد الطريق لمعاهدة سلام فلسطينية - إسرائيلية تستجيب للحدّ الأدنى من الحقوق الفلسطينية، وتؤسس لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، لكانت الأحداث على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية قد اتخذت مساراً مختلفاً عمّا حصل بالفعل، ولأمكن حينئذ تصوير الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وكأنه خطوة على طريق تسوية شاملة للصراع العربي - الإسرائيلي على مختلف المسارات