وصف الكتاب:
يمكن تلخيص مسألة الإستعمار الإستيطاني في فقرة واحدة بسيطة، تتضمّن كل التعقيدات والتفصيلات التي جرى "إختراعها" أساساً لإلغاء القضية الأصلية: تعمّد قطاعات من المستعمرين الذين يكونون في الأساس جزءاً من قوّة إستعمارية، أو على علاقة عضوية ووظيفية معها، الإستيلاء بالقوّة والخديعة على أراض وموارد وبشر. إن "الشرعية" الوحيدة هنا هي "شرعية القوّة" والوسيلة المتاحة هنا هي القتل والتهجير والتشويه؛ لا يوجد أيّ مبرّر مادّي أو أخلاقي أو إنساني يمكن أن يُسبغ الشرعية على الإغتصاب، أو الحديث عن وطن، وعن القهر والإبادة الجماعية والتهجير، أو عن الشعب الأصلي صاحب الأرض، نفس الكلام والمبرّرات حينها، ونفس الكلام والمبرّرات الآن، والتاريخ لا يتوقف عن إعادة نفسه بسخرية مرّة: يريدون أن يحضّرونا ويحرّرونا، ويدهم الممتّدة تنهب الثروات والأرض والموارد. هذه الدراسة الشاملة لا تنطلق من الحديث عن التصالح، والتعايش المشترك، والسلام، فقبل كلّ ذلك، لا بدّ من تهيئة الأرضية العادلة التي يقف عليها الناس متساوين، بدون ظلم أو إفتئات، أما أرضيّة الكيانات الإستعمارية الإستيطانية