وصف الكتاب:
الواضح أنّ السؤال يدور حول الإمرة ومشروعيّتها. وسؤال المشروعيّة لا يرتبط بسؤال الإمرة فحسب، بل إنّه يشكّل مركزه ولبّه والمحدّد لجوابه. لأنّ من يملك أو يعطي المشروعيّة يملك أو يعطي الإمرة. هذا من حيث المبدأ، أي من حيث يجب أن يكون، أمّا من حيث الواقع، أي من حيث ما هو كائن، فإنّ من يملك الإمرة ومقدّراتها قد يتمكّن من إضفاء نوع من المشروعيّة عليها بحيث يحوّلها إلى حقّ من حقوقه في مواجهة من يمتلك مشروعيّة الإمرة، لكنّه لسبب أو لآخر، لا يتمكّن من امتلاكها. مهما يكن من أمر هذه العلاقة بين ما يجب أن يكون وما هو كائن، فبعدما كان ما كان من أمر سقيفة بني ساعدة وما جرى فيها، انقسم المسلمون، كما هو المعروف، إلى من يقول بالخلافة القائمة على الشورى، ومن يقول بالإمامة المؤسّسة على الوصيّة كسبيل لتحديد مَن مِنَ المسلمين يقوم بإمرتهم وتجب عليهم طاعته.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني