وصف الكتاب:
يشهد العالم اليوم كثير من الاختلافات والانقسامات السياسيّة والاجتماعيّة والدينيّة والمذهبية المتصارعة والمتناحرة، ولكن هذا الواقع، لا يحجب شعاعًا من نور، ينبثق من أرضٍ شهدت ولادة سيّد الخلق صلّى الله عليه وآله وسلّم، فترى الناس كالفراش ينجذبون إليها، إنّها الكعبة المشرّفة، التي ما زالت إلى يومنا هذا محورًا يجتمع في ظلالها المسلمون من أقطار العالم كافّة؛ غنيّهم وفقيرهم، أبيضهم وأسودهم، وكأنّها صرّة التوحيد الأبديّة التي تربط الدعوة بمركزها، لتشهد بالتوحيد في أزمنة الفراق والتشتّت. الكعبة المشرّفة المقصد الدائم، ومهبط القلوب العامرة بالإيمان، فيها، تُعاد اللوحة إلى ألقها الأوّل، فتصدح الحناجر “لبيك اللّهم لبيك”، ويُرسم المشهد من جديد، حجيجٌ عقدوا العزم على زيارة بيت الله الحرام، وشكّلوا أعظم وأكبر ظاهرة تجمّع إنسانيّ سنويّ، لا نجده في أيّ محور من محاور العالم، أتوا ليقولوا كلمتهم وليسقطوا الفوارق والفواصل والفجوات، والوقوف جميعًا في موقف أمام إله واحد لا إله إلّا هو.