وصف الكتاب:
لا تحمل كتابة السيرة النبويّة الشريفة الهمّ الرساليّ وحده. يترافق هذا الهمّ مع همّ آخر هو الهمّ الأدبيّ . ذلك أنّ السيرة الشريفة ليست سيرة أيّ إنسان عاديّ، تتطلّب من الأهبة والاستعداد والإمكانات العلميّة والأدبيّة ما لا تتطلّبه سيرة أخرى. شخصيّة الرسول الأكرم (ص) شخصيّة متفوّقة بلغت حدّ الإعجاز، فلا تماثلها شخصيّة أخرى. وقد استطاعت أن تنهض بأعباء رسالة كانت نهاية الرسالات السماويّة وأكثرها تطلّبًا للجهد، والاستعدادات الشخصيّة النفسيّة، والقدرة على التضحية. والسؤال الذي يُطرح هنا: كيف تُقدّم شخصيّة رسول اختاره الرحمن ليتحمّل عبء آخر ما أراد الله أن يبلّغ البشريّة به على امتداد مستقبلها على الأرض؟ وشخصيّة الرسول الأعظم (ص) شخصيّة مرتبطة بالإسلام غير منفكّة عنه، تمثّله بما يُوحى إليها، وتمثّله ببشريّتها. وهذا ما يثير سؤالًا صعبًا في وجه كاتب السيرة المقدّسة يتعلّق بالمواءمة بين بشريّة محمّد (ص) واتصاله بالوحي؟