وصف الكتاب:
نحن لا نعود ننظر بالعين نفسها إلى كتاب تكونت فكرته وحُرِّرَ قبل عشرين عاماً. لقد صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب في عام 1958م. وحين تلطَّف ناشرنا فعزم على إعادة طبعه، انتابتنا في الحال الرغبة في تضمينه ثمرة البحوث التي أجريت خلال تلك الفترة. ولكن الشروع في ذلك سيكون إفراطاً وعبثاً. هذا الكتاب يظل بالنسبة لكاتبه نقطة انطلاق جديدة، ولحظة فريدة أضاءت بنورها الدرب الذي سلكه بعدئذ. فنحن قد لا نفسِّر تعاليم ابن عربي تفسيراً مغايراً اليوم. فالنصوص التي ترجمناها وشرحناها لا نزال نراها هي النصوص التي انطوت على المواضيع البارزة. وقد أشرنا إليها مرات عديدة في أعمالنا، طالما كانت هذه الأعمال تُشَّكل امتدادا لها. وقد تُرجِمَ المؤَلَف إلى الإنكليزية. وقد انتهى كل ذلك بمنح الكتاب هويته في “عالم ملكوت الكتب”. فلا يمكننا المساس به دون تغيير هذه الهويّة. وإن كان ولا بد، فالأجدر هو كتابة كتاب جديد عن ابن عربي. ولكن ذلك لم تحن ساعته بعد، ونحن نعتقد إن الرسالة التي يحملها هذا الكتاب لا تزال تحتفظ بدلالتها وقوتها.