وصف الكتاب:
إن العدة المنهجية في تراث العلوم الإسلامية لا زالت بمنزلة الأرض البكر تتهيأ لمن يكشف عنها ويظهر جلالها واكتمالها ودقة عناصرها، ولأن المنهج النقدي الحديثي الذي صنعه أئمة نقد الحديث يُعد منهجاً فائق الدقة, الأمر الذي يدعونا أن نقول دونما تردد إنه من مآثر المسلمين العظيمة, وإبداعاتهم التي لم يُسبقوا إليها في الدراسات الإنسانية والتاريخية ومع ذلك فهو أكثر المناهج الإسلامية التي تعرضت لسوء الفهم وضعف التصور في الفكر المعاصر ولأن تمثل مناهج البحث والنظر والاستضاءة بها في بناء العقل الشرعي والفكري هو أحد الطرق الأساسية التي تُرسي قواعد هذا البناء ودعاماته وتنجو به من خطر هشاشة البناء العقلي وإفتقاده لعمق الجذر المنهجي من أجل ذلك جاء هذا الكتاب من مركز نماء, والذي يحاول فيه مؤلفه أن يبرز بكل اقتدار الأسس العلمية لعمل المحدثين ومنهجهم في النقد وإظهار مكامن القوة في ذلك المنهج ويبين بوضوح علاقته بمناهج النقد التاريخي الأخرى وهو بهذا يُعد لبنة مهمة في عملية الكشف عن العدة المنهجية الثرية التي توفر عليها التراث الإسلامي.