وصف الكتاب:
إن الناس، كل الناس، ما زالت تشغلها قعقعت السيوف عن بريق الفكر ونداه... فالصدر قدح الفكر وسل السيف في آن واحد. فمالت الناس مع كفة السيف، وما زالت، لأن ميدانهم ما زال ظامئاً لذلك السف.. وتأخر الفكر في المرتبة الثانية، فما زال الاستلهام منه محدوداً للغاية، رغم ضخامة المدعى، وما زالت الاستنارة به دون ما ينبغي بكثير، رغم كثرة المزاعم... فهذه ميادين الفكر التي شقها ما زالت على حالها، كما غادرها، رغم حاجتنا الماسة إليها في مواجهة الواقع المعاصر، والكشف عن صورة الإسلام الناصعة... لقد أدرك الصدر قيمة الفكر وغاياته، بموهبة ولياقة، فقدح زناده وفك عقاله، وأطلقه من أسر الذهنية التقليدية المنكمشة، بعد أن قدم لهذه الذهنية تفسيرها التاريخي، معلناً عن أنها قد فقدت مبرراتها منذ زمن طويل، وأن التاريخ قد تجاوزها كثيراً. من أجل ذلك وفر القسط الأعظم من حياته في تجسير العلاقة بين الإسلام وبين الواقع المعيش، من خلال اكتشاف أطروحة الإسلام ونظرياته فاتسمت دراساته، بعد العمق والأصالة، بالشمول، والمعاصرة، والحركية، والإبداع، إضافة إلى التأصيل النظري "تخطي فقه الأحكام إلى فقه النظريات" الذي مثل الذروة في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر... وهو يقدم لأصول المعرفة "منطق الاستقراء"، وللفكر السياسي الإسلامي تأملاته الرائقة حول خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء في "الإسلام يقود الحياة"... إلى غير ذلك مما حاولت هذه الدراسة الإحادة به للكشف عن الأسس والمبادئ العامة التي تقوم عليها التجربة الفريدة للشهيد الصدر...