وصف الكتاب:
جاءت مادة هذا الكتاب موزّعة على خمسة فصول هي: "محمد أركون من النشأة إلى التكوين". "محمد أركون من المنهج إلى المشروع". "محمد أركون من التراث إلى القرآن". "محمد أركون والقراءات القرآنية". و"محمد أركون من نقد الذات إلى نقد المنهج". "محمد أركون واحد من المفكرين الذين ولدوا في بيئة الإسلام وثقافته، ومن بعد ذلك انتقل إلى الغرب وغاص في فكره وثقافته إلى حدود بعيدة قد تزيد عن غوصه في الثقافة الإسلامية أو تنقص، وما بقي ثابتاً عند محمد أركون منذ بدايات وعيه هو الاهتمام بالفكر الإسلامي تراثاً ومعاصرة. إلى حد ربما يسمح بالحديث عنه كمستشرق مسلم، على ما في هذا التعبير من تهافت مدّعى. ولا نريد من هذه الدراسة الدخول إلى عالم أركون والتعرف على تفاصيله ودقائقه، وما نبتغيه هنا هو تسليط الضوء على اهتماماته القرآنية ومحاولته تقديم قراءة مختلفة للقرآن، وتفسير غير تفسيره الموروث. حاول المؤلف في هذه الدراسة أن يقتصر على ما له صلة بالقرآن، ووفّق في ذلك إلى حدٍّ ما، ولكنه لم يستطع إظهار درجة أعلى من التخصّصية فاختار التعرض لما قد لا يكون ضا صلة مباشرة بالموضوع، ولكن إيماناً منه ومنّا أيضاً بأنّ المشاريع الفكرية ليست جزراً منفصلة بعضها عن بعضها الآخر، بل هي أبنية متداخلة يؤثر بعضها في بعض، ويكمّل وقد يهدم أيضاً. لذلك كلّه قدم الكاتب في إطلالة متوسطة بين الطول والإيجاز محاولة لفهم المشروع الأركوني كلّه والانتقال بعدها إلى اشتغاله على القرآن. وأما هذا الكتاب فقد جعلنا له غاية أساس هي درس أفكار محمد أركون التي قدمها حول القرآن. وما سوى ذلك من قضايا تعرّض لها الكتاب خدمة لهذا الغرض الأثير."