وصف الكتاب:
كانت مسألة الإمامة سبباً رئيساً للمواجهة بين الأقلية وخلفاء الأمويين والعباسيين، مضافاً إلى وقوع مباحثات ومناظرات كثيرة حول هذه المسألة في ميدان العلم والمعرفة، حيث خلّف علماء كلٍّ من الفريقين مؤلفات كثيرة في هذا المجال؛ هذا، وقد مثّلت مسألة الولاية والقيادة أساساً لمواقف الأئمة المعصومين من جهاز الخلافة من جهة، ومن جهة أخرى، رأي الخلفاء في الأئمة وشيعتهم أعظم خطر يتهدد حكوماتهم؛ وذلك بإعتبار أن مسألة الحكومة والقيادة تعدّ عند الشيعة مسألة عقدية قبل أن تكون مسألة سياسية، كما إن الإحاطة عندهم كالنبوة في أهميتها؛ وهذا ما سبب إستمرار المواجهة والمقاومة والقتال بينهم وبين الحكام على مدى تاريخ الإسلام، ومن أجل بقاء مدرسة أهل البيت وإنتشارها، ناهيك عن مبدأ الإمامة وأدلتها وإعداد أفراد كهشام بن الحكم لمحاججة المنكرين ومناظرتهم، قام الأئمة المعصومون بخطوات عملية، أحيَوا من خلالها عند الشيعة سنة المواجهة مع الحكام والطواغيت، فقد كانوا مثلاً يمنعون الناس من التعامل مع حكومات الجور كشفاً للنقاب عن وجوهها الواقعية، ويسدّون طريق ذلك تحت عناوين من قبيل "حرمة إعانة الظالم"، و"حرمة التصدي للأعمال والأشكال الحكومية" اللهم إلا في موارد نادرة حيث يكون الهدف من الدخول إلى جهاز الخلافة هو خدمة المؤمنين والشيعة.