وصف الكتاب:
ينطلق المؤلف في معالجته موضوع هذه الدراسة من تحديد الهوية الإيرانية في العهد الصوفي ليكشف عن موقع الدين في هذه الهوية، لينتقل من ثم إلى درس مدى تأثير الدين كجزء من الهوية الثقافية مع الآخر المختلف دينياً، ومن إمتيازات هذه الدراسة أن المؤلف كشف من خلالها، وربما للمرة الأولى في المكتبة العربية، عن شيء من الجدالات التي كانت تدور بين الإسلام والمسيحية في إيران على المستوى اللاهوتي؛ هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية، يكشف الباحث عن التعددية الثقافية التي كانت واقعية معاشة في العصر الصفوي حيث يبين ومن خلال دراسة تحليلية عن التفاعل الشيعي المسيحي في إيران الصفوية، مبيناً أن حالة من التناقض كان تسود هذا التفاعل... تناقضاً ذاتياً وضمنياً فيه، بمعنى أنه، ومن ناحية، كان المجتمع الإيراني في نخبه السياسية والإجتماعية آنذاك يقف في كثير من الأحيان موقفاً معارضاً لحرية الرأي الآخر المختلف بأساليب عدّة، ومن ناحية أخرى يأتي بالجماعات المسيحية - كالأرمن مثلاً - فتعيش معه؛ بل تستوطن في جوار عاصمته أصفهان، مع رعاية حقوقها الدينية والثقافية الإجتماعية، علاوة على إستقباله وبترحاب البعثات التبشيرية الكاثوليكية، ورجال السياسة والإقتصاد الوافدين من الغرب!.