وصف الكتاب:
يشكل الشيخ يوسف القرضاوي علامة على مرحلة تاريخية بارزة في الفكر والفقه والحركة معاً، والكتابة عنه أو دراسة مسيرته وأفكاره شديدة التركيب، إذ إنها دراسة لملامح الفكر الإسلامي المعاصر في تداخله مع الفقه من أجل خدمة هدف واحد هو مرجعية الشريعة التي تشكل الأساس الذي قامت عليه الحركة الإسلامية التي دعيت باسم "الإسلام السياسي". ثم إن دراسة فقه القرضاوي من شأنها أن تقف على المآل الذي وصلت إليه مسيرة الإصلاحية الإسلامية التي بدأها الشيخ محمد عبده في مصر وتوارد عليها جيل من العلماء الكبار يأتي القرضاوي في خاتمتهم، متصلاً بهم اتصال نسب علمي وفكري: تلقياً ومعايشة وإضافة، ففتاواة "تعكس التوجه الاجتهادي والوعي العميق بالزمن والسياق التاريخي ومتغيرات الاجتماع لدى الإصلاحية الإسلامية بعد أكثر من قرن على نهوضها... وهو أحد الشهود الكبار على تحولات الفقه والسياسة والفكر خلال النصف الثاني من القرن العشرين".