وصف الكتاب:
يحتوي هذا الكتاب على أهم المحاور الموجودة من منهج التفسير، هو الخلقة الوسطى ضمن حلقات ثلاث رئيسية لمنهج التفسير، ومن العوامل الحاسمة في الإلمام بالمعارف الراقية للقرآن الكريم، الإيمان والنقاء الروحي والمكارم الأخلاقية، ولا يخفى أن البيان القرآني ينبني على أسس المبادئ المنسجة مع الرؤية الواقعية للكون. لذا، فإن انكار تلك الأسس وعدم الإيمان بها، سيجعلان استيعاب مفاهيم القرآن الكريم استيعاباً دقيقاً. عملاً شاقاً، ويحولان دون الانتقال بين لطائفه وملامحه الفنية، الأمر الذي سيزيد الصورة غموضاً أمام المفسر ويحد من إدراك حقيقة الوشائح التي تربط بين مختلف عناصر الآيات، وسيساق (المفسر) مضطراً إلى تقديم تفسيرات لا تنسجم وظواهر الآيات الكريمة، ليقع في نهاية المطاف، في محاذير التفسير بالرأي. ونلمس هذا اللون بوضوح، في الآيات التي تتحدث عن الأبعاد السلوكية، في سيرة الأنبياء والمؤمنين، وتقديم عرض تحليلي عنها، ويشدد المختصون في حقل العلوم الإنسانية، على مسألة مهمة جداً، وهي أن الإحاطة بالعقائد والثقافات الإنسانية، لا تكفي وحدها، لاستيعاب السلوك البشري، على نحو صحيح، بل يجب على الباحث أن يتقمص روح ذلك السلوك، لكي يتمكن من استيعابها وهضمها بالشكل الأمثل.