وصف الكتاب:
قد خلّف الصدرُ وراءه تركة فكريّة مميّزة أحلّته كرسيَّ الصدارة في كلّ ما قدّم، فأوقفنا أمام هذا الإرث موقف المسؤول الذي إذ يعترف بأنّه لا يقوى على ملأ الفراغ بعد أن «ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء»، فإنّه في الوقت نفسه يُدرك جيّداً جسامة المسؤوليّة التي تفرضها التبعيّة للمنهج الأصيل الذي خطّ الصدرُ معالمه في ثرى المعرفة. وبعد صدور كتابي خماسي الأجزاء (محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق) في التأريخ لسير الشهيد الصدر ومسيرته، كنتُ أتحيّن الفرص لملأ بعض المساحات الفكريّة التي لا زالت بنظري بحاجة إلى مزيدٍ من الإشباع، فاغتنمت فرصة التحاقي بقسم الدراسات العليا في كليّة القرآن والحديث الكائنة في مدينة قم المشرّفة والتابعة لجامعة طهران على هامش دراستي في الحوزة العلميّة، واخترت ـ وبتشجيعٍ من أستاذ مادة مناهج التفسير فضيلة الشيخ الدكتور كاظم قاضي زاده ـ منهج التفسير الموضوعي عند الشهيد الصدر بوصفه مادة بحثيّة فصليّة يُقدّم فيها التلميذ دراسة مختصرة ليتمرّس على كتابة الرسالة الجامعيّة. وعلى هذا الأساس اغتنم المؤلف الفرصة لتكوين رؤية تصديقيّة فاحصة حول قناعات الشهيد الصدر في حقل التفسير الموضوعي للقرآن الكريم تبارح إطار التصوّرات والانطباعات.