وصف الكتاب:
هذا الكتاب الذي بين أيدينا يحتوي على معالجة لا تدّعي الشمول بقدر ما هي إثارة تصلح مساهمة في مناخ الأسئلة المطروحة اليوم على صعيد الميتا - أخلاق والأخلاق التطبيقية والأخلاق المعيارية والأخلاق المقارنة… فهذا الكتاب هو في الأصل صيغة مطوّرة عن مداخلة سبق أن قدّمتها في إحدى لجان المؤتمر الدولي حول الأخلاق والجامعة المنعقد في مدينة قم برعاية (جامعة) دانشكَاه معارف إسلامي (2008م). وقد ارتأيت أن أضيف إليه نقداً مستقلاً للقانون الأخلاقي الكانطي، لقد زادني امتناناً هذا المناخ الإيجابي الموسوم بإهتمام فائق بالمسألة الأخلاقية، وصادف أنني دُعيت على هامش المؤتمر من قبل لجنة الأخلاق في أكاديمية العلوم والثقافة الإسلامية لإلقاء محاضرة تخصّصية حول الميثاق الأخلاقي للإنتخابات، وكان ذلك في سياق التحضير لإعلان الميثاق الأخلاقي للإنتخابات في الجمهورية الإسلامية في إيران. وقد خُوّلت اللجنة المذكورة مهمة الإشراف على التحضيرات اللاّزمة لصدور ذلك الميثاق، وليس مصادفة أن صديقي الأستاذ مهدي علي زادة، وهو المسؤول عن تلك اللجنة، كان ممن شاركوا في إدارة مؤتمرنا السابق وأيضاً ممن حضروا مداخلتي في اللجنة المخصَّصة للأخلاق المهنية، وقد لفت إنتباهه كلمة قلتها حينئذٍ عَفو الخاطر، مفادها: أن أزمة الأخلاق المهنية لازمة لأزمة العقل الأداتي، فدعاني إلى إلقاء محاضرة في الأكاديمية نفسها اختياراً بين موضوع الميثاق الأخلاقي للإنتخابات أو التوسّع في فكرة مساوقة أزمة الأخلاق المهنية لأزمة العقل الأداتي. وحيث تمّ الإتفاق على إختيار محاضرة حول الميثاق بقي في ذمتي أن أوضح أكثر أيّ معنى لتلك العلاقة بين العقل الأداتي والأخلاق التطبيقية والمهنية.