وصف الكتاب:
تناول هذا الكتاب مسرحية شعرية ترفع الستارة في فصلها الأول عن لوحة جداريه كبيرة رسم عليها في الثلث الأقصى من اللوحة سلسلة جبال متراصة، متلاصقة خلفها ثلاث شموس: الشمس الأول تبدو وكأنها طفلة، وبجانبها شمس أخرى تبدو في منتصف العمر، والثالثة مكتملة، وأمام الشمس الأولى مساكن من وبر، وأمام الثانية مساكن من مدر، وأمام الثالثة مساكن من رخام ومرمر، ووفي الثلث الأوسط من اللوحة يرسم نخيل وأشجار مثمرة يتخللها نهر جميل. وفي الثلث الأدنى من اللوحة يرسم أعداد كبيرة من الإبل أشكال وألوان مختلفة، وخلفها راعي وقد حمل على كتفه مزودته. وفي يده اليمنى عصا طويلة. وفي الأخرى ناي، ويدخل الراوي من الباب الأيمن للمسرح، يحمل في يديه أوراقا كثيرة وأقلاما، يمشي بخطوات بطيئة على المسرح جيئة وذهابا، يوزع نظراته بين اللوحة الجدارية، والجمهور يجلس على الكرسي الوحيد الذي يتوسط المسرح، يركز نظرته على اللوحة ويتأملها بالفترة وجيزة. ثم ينهض منتشيا مخاطبا راعي الإبل على اللوحة: يا حادي العيس غني، فصوتك الآسر قد فتني، وأروعني، وحكاية الزمان، ويستطرد الراوي ويكمل قصيدته، وشاعرنا يفوق أقرانه في الشعر الملحمي، والشعر المسرحي، ولعل للبيئة التي عاش فيها أثر كبير في حياته وشعره، ففي شعره الصفاء والنقاء. وفي شعره اللهجة الشعرية المحببة التي لا يضاهيها في مجال تخصصه على مستوى المملكة أحد. ومن يعود إلى شعره يجد العفة والشهامة والمروءة والبعد عن سفاسف الأمور.