وصف الكتاب:
موضوع الكتاب و باختصار مخل أن الخطاب عملية معقدة و حتى يفهمه المتلقي عليه أن يحلل الطرق المتبعة في إنشائه، مستعينا بمرجعيات النص اللسانية والبلاغية والمنطقية والاجتماعية التي أسهمت في بنيته، و متنبها لسياقه وغايته ومقصده... فمعنى الكلمات المعجمي _أي الذي وضعت لأجله_ غير كاف، لأنه عبارة عن معناها بشكلها المجرد، بينما الكلمة هي مثل الحرباء _كما يشبهها_ لديها إمكانيات كامنة تبرزها حسب سياقها... أما ما تفعله التأويلات الحداثية أنها تهمل مراد المتكلم من الخطاب، و تحاول تأويله بحسب ما يريده المتلقي، فتعمد بهذا إلى قطعه عن سياقاته... و ما ينتج حينها تحت اسم التأويل هو في حقيقته إنشاء لنص جديد مختلف عن النص الأصلي و هو ليس شارحا له و لا حتى يعتبر امتدادا... و هذا النوع من التأويل إن كان ممكنا في النصوص الأدبية نظرا لطبيعتها الفنية، فإنه لا يستقيم مع النصوص المقاصدية _كالنصوص الشرعية والقانونية والإعلامية والسياسية_ لأنه لا يبحث عن غرض المتكلم الذي أنشأ الخطاب المقاصدي لأجله... وحينها تتساءل ما الجدوى من التخاطب، بل من اللغة كلها، إن كان المتلقي يحمل كلام المتكلم على أي معنى يشاءه؟!