وصف الكتاب:
القارىء المتأمل لرواية "ذاكرة الكورفيدا" يدرك منذ البداية أنه أمام بنى سوسيو - نصية، مما هو مختزن في وعي شخصيات العمل وبالأخص الشخصيتين الرئيسيتين وهما "عثمان" و "مرزوق" اللتان سوف تنسجمان أو تتقاطعان مع دلالات النص، وبالتالي تكون القراءة مواجهة بين ثقافتين: ثقافة المؤلف وهو هنا "الخطاب - المزروعي" وثقافة القارىء، أثناء عملية القراءة، والذي يعوّل عليه في تفسير النص، واستيعابه، لهذا لا بد من قراءة الرواية في الزوايا الظليلة، والبقع المعتمة، من المبنى الحكائي، ومعرفة ما يختزنه النص من أحداث ترافق حياة الشخصيتين الأساسيتين، في حاضرها وماضيها، أما الحاضر فصوت الراوي غالبٌ عليه، وأما الماضي، فصوت مرزوق هو السائد، لثراء حياته، وكثرة تقلبها، حيث تتدحرج الذكريات، وخاصة ذكرى صلته بمن أحبّ. ينهي قوله في آخر الرواية في حال من التداخل التام مع "الكورفيدا": "أنا لست مرزوق بن غريب، بل أنا فرخ الغراب الذي تركه أبواه لأن ريشه مختلف، لندرك في النهاية أن الشخصية تحمل في عمقها الداخلي أزمة نفسية ناشئة عن تأثير اللاوعي في حياتها منذ مرحلة الطفولة امتدت معها في مراحل حياتها اللاحقة وانعكست سلباً على مصيرها.