وصف الكتاب:
يشكل هذا العنوان مدخلاً مناسباً إلى المتن الروائي عند الروائي حمود حمد الشكيلي لأنه يعكس جزئية معبرة عما يعيشه الإنسان العربي من مخاضات في سبيل لقمة العيش، هذه الجزئية وكيفية انعكاسها على الطبقة الفقيرة يقولها الكاتب من خلال بطله أحمد بائع الغاز والشخصيات الأخرى التي تدور في دائرته وهم السائقون والحمالون الذين يجوبون شوارع (الخوير) في مسقط لإيصال طلبات الزبائن. من هذه النقطة ينطلق الكاتب بمحاكمة روائية للحاكم العربي وللسلطة السياسية ولكن من دون إدانة أحد حيث يحضر في الرواية مشهد أحمد وهو يصل إلى المنطقة التي ضُرب فيها في صيف (2005) عندما قامت جماعة أرادت قلب نظام الحكم بقوة السلاح. وهنا تحضر شخصيات تمثل المذهب الإباضي في البلاد وشخصيات أخرى تمثل النظام، مع انحياز الكاتب إلى النظام عندما يتحدث في نهاية الرواية عن عفو صاحب الجلالة عن المتمردين "هل تصدق أن جماعة نوت قلب نظام الحكم بقوة السلاح يعفو عنهم صاحب الجلالة بعد صدور أحكام بالسجن المؤبد والإعدام، صدقني لولا حكمة صاحب الجلالة ولا كان البلد رايحة وطي، وهو ما أظنه كان يعرف أن الموضوع مسرحية من أعمال المخابرات (...) ونؤكد أن المطاوعة يريدون إرجاع الإمامة، كلها السالفة خرطي، لا قلب نظام، ولا دعم، ولا أي حادث سير، كلها تجاوز من اليمين (...)". وبهذا يمكن القول أن الرواية نجحت في مقاربة الواقع السياسي – الإجتماعي في البلاد على مستوى الخطاب أكثر منها على مستوى الحكاية. وهذا ما يؤكد روائيتها، ويجعلها جديرة بالقراءة.