وصف الكتاب:
يعد الروائي أحمد الزبيدي رائد التجديد والحداثة السردية في عمان بلا منازع، ففي سردياته يعالج الواقع عن طريق صيغ شكلية جمالية لأشكال رمزية، في تخط واضح لواقع الأشياء ومظهرها الخارجي للوصول إلى جوهر هذا الواقع، فالزبيدي هو أهم من كتب في أدبيات التدوين والسرد المتعلق بالتاريخ والذاكرة الجمعية، وصياغتها باسلوب الفن الروائي الذي يطلق عليه اسم الرمز فيها يسير الزبيدي في ذات الكثافة الرمزية الشعرية العالية التي تفتح أكثر من أفق من الدلالات الخصبة والمتنوعة، كما تتفرد هذه المجموعة بشكل أكبر بأنسنة الجمادات، أو بتقنيع الإنسان بصورة جماد، وتقنيع الجماد بصورة إنسان، وأميل للمعنى الأخير أكثر، فالكاتب يلبس الأرض، وصلالة صورة امرأة، ويجعلها بتلك الصورة تتحدث إلينا من وراء رمزها أو قناعها، وتكون مهمتنا الوصولإلى ما وراء القناع. إن كل منهم ذاكرة تاريخية كاملة للفكرة والحدث، وعلى القارئ فك بعض أسرارهم، ومعرفة بعض أفكارهم، وبهذا يكون الكاتب قد حمل على عاتقه فكرة التأويل المنفتح على ذاكرة تاريخية ناصعة، تصلح أن تكون مرجعية لتلك الرموز على مرَ التاريخ الإنساني.