وصف الكتاب:
"... على السرير الأبيض تستلقي وعقلها يدور في حلقات مفرغة تنتظر إعلان جنس المولود بفارغ الصبر، فهي بين قلق اللحظة وألمها وبين أمل المفاجأة، ترقبٌ قائل وأمنية ملحة تسأل الله تعالى أن تُرزق مولوداً ذكراً يرضي عقلية زوجها الذكوري: تتسابق أنفاسها يعلو صدرها تارة ويهبط أخرى، عيناها متسمرتان في وجه الطبيبة تقرأ تعابير وجهها ونتاب تحركات الجهاز على بطنها المنتفخ، تنظر تارة إلى الشاشة على تلمح بصيص أملٍ أن يكون القادم ذكراً، حرارة قلبها المشفق إلى مولود ذكر... تسللت إلى عقلها وشلّت عبارات لسانها، فهي تنتظر من الطبيبة أن تنبس شفتاها بكلمة تسعد قلبها وتشعرها بالأمان المفقود، يتردد صدى كلمات زوجها داخلها تزق حنايا قلبها الضعيف، كلمات تهديد طالما سمعتها منه وهو يسخر من أنوثتها، لعدم قدرتها على إنجاب صبيٍّ. تسلّط الكاتبة الضوء على ما يفكر صفو الحياة الزوجية من هموم وكدر، مبلورة ما يجول في تلك الحياة من مشكلات بأسلوب قصصي... متماشية أسلوب النصح والتوجيه... لتستحيل حروفها أنغاماً منبعثة من الوجدان... هكذا تطوف الكاتبة على أجنحة الخيال متنقلة بين البيوت متشفة ما يستجد من عثرات ومواقف تبعث على الحزن، فتبرز ملامحها، وكأنها بذلك تعبثّ رسائل ضمنية... تبعث في النفس الملتاعة إشراقة أمل بأن هذه المواقف الزوجية المتكررة تحدث في كل بيت... ولكن على الزوجين النظر بعين الرضا والأمل... فليس بعد الصبر إلا الفرج... وما بعد إكفهرار السماء إلا الغيث وإشراقة شمس من بين السحاب.