وصف الكتاب:
إن العولمة لم تترك الميتافيزيقيا، بل هي حاولت تجديد مفاهيمها بما يناسب العصر، وهو ما يفكر تعبير أحد الفلاسفة الغربيين، كلما كانت الشعوب أنضج وأقوى شخصية، كان الإنسان أقدر على إدراك الموت، وكلما كان الإنسان بدائياً فالموت عنده لا يمثل مشكلة، يكرس مشكلة، يكرس معظم حياته لإيجاد تفسير لها.ومن طبيعة الموت أيضاً أنه يمثل حدّاً فاصلاً ما بين الحياة وما بعد الموت، فعدد كبير من الدراسات والأبحاث والكتب، على مدى التاريخ البشري، كانت تعنى في الحقيقة بدراسة ما بعد الموت، وهذا هو السبب في أن مشكلة الموت تحولت بعد ذلك إلى دراسة (الخلود) كمرحلة يقينية متقدمة تبناها القدامى من الأقوام، ويتبناها الحواضر من الأقوام المعاصرين اليوم على حدٍّ سواء.من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي من مواضيعه الموت والخلود في الأساطير القديمة والميثولوجيا لدى القبائل البدائية، ويشمل ميثولوجيا الجنة والخلود في الأديان السماوية وفي المسيحية والبوذية على وجه التحديد، إلى جانب ذلك تناول الباحث في كتابه هذا الموت والنفس الإنسانية في الفلسفة اليونانية، تمهيداً للإنتقال إلى مبحث منفرد للموت عند أفلاطون 384- 322 ق.م وصولاً إلى عصر النهضة وفلاسفة نهايات القرن الثامن عشر الميلادي، بالإضافة إلى مواضيع الجنة الخلود في الإسلام والمسيحية والبوذية، وكذلك علاقة الموت والخلود بالتصوف لينهي بحثه هذا بمبحث رصين جداً يبحث فيه إشكاليات وتداخلات الفلسفة اليوم في عصر العولمة ومفاهيم الميتافيزيقا المستجدة المعاصرة.