وصف الكتاب:
ثمة خطان سرديّان يتناوبان الحضور في أنا والجدة نينا للكاتب العُماني أحمد الرحبي، خطّ الوقائع المنتمية إلى الحاضر المصوغة بصيغة المضارع، والذي يمثله سعد الله الشاب العُماني الذي وفد للدراسة في روسيا، وخط الذكريات المنتمية إلى الماضي والذي تمثله الجدة (بابوشكا) الروسية، ولكل من الخطين بدايته ومساره ونهايته. في الوقائع، تبدأ الرواية بلقاء الشاب سعد الله بالجدة، بابوشكا التي قبلت بأن يشاطرها السكن إلا أن علاقة الشاب العربي بالجدة الروسية لها طابع خاص وعميق، لأنها امرأة عركتها الحياة وامتحنتها كثيراً. لقد كانت عاملاً مهماً في نجاح الشاب، ودافعاً قوياً لمواجهته الحياة لا تكن ضعيفاً أبداً، لا تدع أحداً يفضح ضعفك، فلا أحد يحب الضعفاء، حتى الله لا يحبهم، كن ما أخبرتك به وستراني معك .... وفي الرواية، يقدم الكاتب صورة عن روسيا الإشتراكية، والتي يعهد بروايتها على لسان الجدة (بابوشكا) لقد توفي والدي وهو في الخامسة والعشرين من عمره. والدتي بولندية، تزوجها أي في بلادها وأتى بها إلى قريته ليموت عنها وليس بحوزتها سواء وسوى أختي .. مع ذلك كانت امرأة صارمة اشتغلت في مصنع للورق وكانت تخبئنا أنا وأختي في غرفتها بمساكن المصنع .. وألحقتنا بالمدرسة .... وبين روسيا الأمس وروسيا اليوم يتوزع السرد بين الأماكن والمدن والنساء، ومجموعة مشاهد روائية تعكس مغامرات سعد الله النسائية، والتي توجت بحب (ماريا) حفيدة الجدة، إلا أن الرابط الأكبر كان بين (الجدّة وسعد الله، لقد تعلم منها كلمتين اثنتين لا غيرهما: بوت تشاسليف: (كن سعيداً) ....