وصف الكتاب:
إن الإسلام الذي يُعتمد به، أي إسلام القرآن والصحيح عن الرسول، يأخذ بمبدأ حرية الإعتقاد والفكر على إطلاقها، والشاهد على هذه الدعوى أمران: الأول: نصوص الآيات بالقرآن الكريم والمواقف التي وقفها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ الثاني: طبيعة الأشياء التي يأخذ بها القرآن الكريم ويطلق عليها سنّة الله. إن آيات حرية الفكر والإعتقاد في الإسلام قد تبلغ مئة آية كلها تقرر أن من آمن فلنفسه، ومن كفر فعليها، ومن شاء فاليؤمن، ومن شاء فاليكفر وإنه لا إكراه في الدين، وإن الرسول، وهو الداعي إلى الإسلام ليس عليه إلا البلاغ؛ إن كلمة الحرية لم ترد في القرآن الكريم، ولكن بلفظ مختلف... ولأن محور الفكر الإسلامي حول الله وإنبثاقه عنه جعل الحق هو الأمثل الأعلى الذي تنطلق عنه الحرية... فالأصل هو الحق، والحرية اشتقاق منه. في المجتمع الإسلامي الذي تتقارب فيه القيم الإسلامية من العلمانية حتى وإن تعارضت في بعض الأصول يحدث شد وجذب وصراع وتقابل، ولا يمكن للعالم الإسلامي أن يعيش هذا الحاضر طويلاً، ولا هو يملك عدة قرون من الصراع بين الدين والعلمانية كالتي حدثت في أوروبا وما نتوقعه أن تنتهي هذه المماحكة بظهور صورة شرقية من العلمانية تحتفظ بالقيم الإسلامية ويستلهمها المجتمع، وبهذا يحدث نوع من التوازن ما بين عناصر الحفاظ والثبات وقوى التقدم والتطور. لهذا قام الكاتب جمال البنا في دراسة قضية الحرية في الإسلام في ظل الإجراءات التي تتخذ لوضع القيود والأغلال على الحرية بإسم الإسلام.