وصف الكتاب:
الصهيونية تجربة غربية، تبلورت كفكرة ونُظِّر لها في المجتمعات الغربية، وحاول الصهاينة جعلها تجربة يهودية خالصة تطبق على كل يهود العالم، شرقه وغربه، وكان الشهور بالمنفى خارج "صهيون" ركنّاً أساسياً فيها. يتناول الكتاب الوطن العربي لم يكن شتاتاً أو منفىً كما أرادت الصهيونية أن تصوره، فلم يتحدث ساسون سوميخ، صاحب السيرة، عن عزلة يهودية أو إغتراب، بل تحدث عن مشاركة في الحياة، وتعاون في الأعمال، فساسون نفى المنفى بمغزاه الصهيوني حينما لم يتحدث عن معاداة لليهود - أو كما تسميه الصهيونية "معاداة السامية" - بل يتحدث عن حياة حافلة بحسن الجوار بما تعنيه الكلمة من معنى. وعلى الجانب الآخر يمكن النظر إلى وجود صاحب السيرة خارج العراق على أنه منفى، لتصبح من سمات هذا المنفى - لكونه عربياً يهودياً - تقييد هويته العربية في محاولة لمحوها، بعد أن جرى تهجيره مع بنى جلدته بالتهديد والقسر.