وصف الكتاب:
التقدم في العمر خسران محبات، وصداقات، وزمالات ، وأفكار، وأحلام، ومشاريع، وسذاجات، وأوهام، واكتساب لخبرة لا تفيد ومعرفة لا تؤدي إلى أي نفع. عد الثلاثين لا شيء يحدث للمرة الأولى. وإن حصل فهو لا يحدث إلا ليذكرك عامداً بفقد ما، أو ليغرز متعمداً في خافقك المهيض جناحاً مستحيلاً. التجربة، بالمعنى الوجودي للكلمة، لا تزال مفتوحة -مفتوحة على كل شيء، حتى اللحظة التي تغمض فيهما العينان للمرة الأخيرة (والعينان هما أول ما تبدأ الديدان أكله في الجثة بعد الدفن لأسباب بيولوجية هي أوضح من أن تذكر، واعتبارات ميتافيزيقية هي أكثر صعوبة من أن أعرفها). لكن الأشياء انغلقت، أو أغلقت. ثمة عطب كبير أصاب جهاز استقبال العالم في الروح، أو أن ذلك العطب الرهيب أصاب العالم نفسه الذي ما انفك ينأى، وينأى، عن الروح. مبكراً بعض الشيء: "أنا ما تعبت، ولكن الشمس غربت" (نيكوس كازانتزاكيس).