وصف الكتاب:
عند قراءة هذا الكتاب "القوقعة" لعبد الله علي الغزال، يداهمك شعور هادئ، وينتابك الإحساس، حين تكون مهووساً بروايات المغامرات وكثرة الأحداث، بأن لا شيء يجري داخل القوقعة، وأن ما فيها يتحرك بتؤدة وبطء لا نظير لهما، أو كأنها عالم يتقدم إليك بهدوء وبساطة وعمق. يأخذ كل وقته ليبني عالماً لا تتشكل لك ملامحه إلا بعد الانتهاء منه، وهو يبنيه غير مستعجل ولا متابع بشغل آخر يقضيه غير غزل خيوط عالمه بهدوء وصبر وأناة، يصف الأشياء ويتوقف عند أدق التفاصيل المحيطة بعالم شخصية "ميكال"، وانعكاساتها على نفسيته العميقة والهادئة إلى درجة الجماد: تربصه مثلاً للزنجي والفتاة، أو تلصصاته العديدة على مالك المزرعة وضيوفهم في سهراتهم الليلية، أو على ابن مالك المزرعة و"نوار" أو معاينته مشهد قتلها الفظيع على يد ابن مالك المزرعة ببرود وحياد يصل حد الموت في نهاية الرواية. هذه "القوقعة" ستغدو عنواناً على دلالات متعددة يوحي إليها النص بين الفينة والأخرى، وهي تتكامل فيما بينها لتشكيل صورة النص العامة، وبذلك فهي حين تكون "عنوان" الرواية فهي بذلك تختزن كل مقوماته وعناصره.