وصف الكتاب:
تعرف كثير من المستشرقين الأوائل على النص القرآني من خلال ترجمة المستشرقين أنفسهم لمعاينة إلى اللغات الأوروبية، التي اعتمد لاحقها على سابقها، مما كان سبباً من أسباب الإلتفات عن الإعجاز في القرآن الكريم ويمكن القول إنه من تعرض لنص القرآن الكريم، من المستشرقين والعلماء الغربيين، بلغته العربية كانت له مواقف أكثر نزاهة ممن تعرضوا للنص القرآني مترجماً من مستشرقين. الذين تعرضوا للقرآن الكريم من منطلق أدبي كانوا أكثر تركيزاً على إعجاز القرآن الكريم. ولا تكاد دراسات المستشرقين عن أدب العصر الجاهلي تخلو من التعرض للقرآن الكريم، على اعتبار أن القرآن الكريم معجز بلاغة، كما أنه معجز من نواح أخرى مختلفة. يمكن القول دون تعميم: إن دراسات المستشرقين الأوائل حول المعلومة الشرعية لا تكاد تخلو من الخلل، إما أن يكون غير مقصود، أو يكون متعمداً. ذلك أن هؤلاء الدراسيين للمعلومة قد افتقدوا إلى عاملين مهمين : أولهما: الإفتقار إلى الإنتماء إلى هذه المعلومة، وما تمثله من ثقافة، والثاني: الإفتقار إلى الإلمام باللغة التي جاءت بها المعلومة الشرعية، وهي هنا، اللغة العربية، رغم محاولاتها الجادة للسيطرة عليها. ولأهمية هذا الموضوع، إندفع الكاتب إلى إلقاء الضوء عليه في هذه الدراسة.