وصف الكتاب:
يعد كتاب القُدُوريّ هو أشهر كتاب في المذهب الحنفي خاصة والفقه عامة، ولا أظنّ كتاباً يُدَّرس ويُهتم به مثلَه، فكلُّ المدارس الدينية في الشَّام والعراق وتركيا وأواسط أسيا والهند وغيرها تدرسه وتعتني به؛ لأنّه يمثل قلب متون المذهب الحنفي وأساسها، وفيه من البركة التي اشتهرت حتى قيل: مَن قرأه لشيءٍ حقَّقه الله تُعالى له، وقد رأيت ذلك عياناً. فهو أفضل كتاب كتاب فقهي يبدأ به الطالب في دراسة علم الفقه، حيث جمع أُمّهات المسائل في عبارة سهلة ميسورة من كافة الابواب الفقهية. وقد اعتنيت به عنايةً فائقةً ببيان الرَّاجح من المسائل، والتَّوضيح للفروع، وجمع أدلة نقلية بتخريج أحاديث "خلاصة الدلائل"، وإضافة العديد من الأدلة لها، فأظنُّه أصبح من أوسع الكتب المهتمة بالإستدلال النَّقلي للمسائل، حيث استفدت كثيراً من كتاب "التنبيه في تخريج أحاديث الهداية والخلاصة" لابن التُّركماني؛ لأنَّه موضوع لتخريج أحاديثه، ولم أقتصر عليه، بل أضفت على ما فيه أضعافاً مضاعفة من الأحاديث، ولم أغفل كذلك عن ذكر الأدلّة العقليّة من القياس والتَّعليل للمسائل. وسميت هذه التعليقات على "الخلاصة" و"القدوري": "بغية السَّائل على خلاصة الدَّلائل وتنقيح المسائل في شرح القدوري" لتكون معينة لدارس القدوري فيما يحتاج إليه من الأدلة والترجيحات والفروع وغيرها.