وصف الكتاب:
كان ابن عبّاد وما زال معروفًا بـ«شارح الحِكَم» لأنه كان أوّل من قام بشرحها، وجوّد في شرحه هذا ما شاء، حتى قال فيه العلّامة الشيخ أحمد زَرُّوق إنه «أتى بالعجب العجاب»، وقال فيه في موضع آخر إنه «بستان الفنّ، وخزانة أحكامه، وجامع لبّه، لا يكفي غيره عنه، ويكفي هو عن غيره»، وقال أيضًا إنّ كل مَن كتب على «الحِكَم العطائية» هو «دونه في القصد والتحقيق، وإن كان فوقه في إبداء الفهم والتوفيق، هذا مع ما انفرد به من اقتطاف الفوائد، وجمع النكت الغريبة، والعجائب الفرائد؛ فهو خزانة علم، وعَيْبة فهم، وبساط حكم». واستمرّت عناية الإمام ابن عبّاد بمتن «الحِكَم العطائية» إلى أن سأله بعض أصحابه في حفظه، فانتهى الأمر بأن نظم ابن عبّاد الحِكَم على وزن بحر الرجز، فبلغ عدد أبيات النظم ثمانمئة بيتٍ وواحدًا، وسمّاه «بُغية المريد»، وقد زاد في مادة النظم شرحًا وبيانًا للحِكَم، فصار نظمه هذا بمثابة الشرح الوجيز للحِكَم، وهو الذي نقدّمه اليوم محققًا ـ مع ملحقاتٍ أخرى نافعة ـ في هذه الحلة الأنيقة