وصف الكتاب:
يقدم هذا الكتاب دراسة وافية عن الطبقات الاجتماعية ... بأسلوب مباشر ومشوق، يساعد هذا الكتاب القراء على اكتساب معرفة كاملة عن صراع الطبقات الاجتماعية .. لذا يعد هذا الكتاب كنزا لمن اقتناه. تعبير "الصراع الطبقيّ" يثير الفزع عند كثير من القرّاء، وهو بداية إعلان "حرب أهلية" في أيّ بلد ولدى أيّ شعب، ومن هنا يخشى الناس الصراع الطبقيّ الّذي يمكن أن يهدّد المواطنة، ولكنّ هذا كلّه لا ينفي وجود صراع طبقيّ في بلاد الشام كافة، حيث يسود الفساد الماليّ والسياسيّ، وحيث ينهب المال العام منذ أكثر خمسة قرون، وبذا أصبح الصراع الطبقيّ واقعاً إقتصادياً في بلاد الشام لا محالة، طرفه الأول طبقة سياسيّة مستغلة وفاسدة وناهبة، والطرف الثاني هو الشعب المستغلّ والمنهوب والمسروق. والصراع الطبقي في بلاد الشام ظاهرة تاريخية حتميّة ما دام الفلاح يحقد على ابن المدنية، والمدينيّ لا يقيم للفلاّح وزناً، فهذا هو حال شعوب العالم الثالث المتخلّفة، بل إنّنا نجد مثل هذه المشاعر في كثير من الدول الأوروبيّة الّتي لم تنل بعد القسط الوافي من الحضارة والتمدّن. ويلاحظ القارئ في هذا الكتاب حجم الإستفادة من المنهج الجدليّ الماديّ في تفسير التاريخ، أو ما اصطلح على تسميته بــ"الماديّة التاريخيّة" في تفسير الظواهر التاريخيّة في العالم، وفي العالم العربيّ، وفي بلاد الشام خاصّة. وسوف يتمّ الحديث دائماً في هذا الكتاب عن "بلاد الشام" كوحدة جغرافيّة وليس كوحدة سياسيّة، وإن كنّا نتمنى أن يتمّ الحديث عنها كوحدة سياسيّة كذلك، كما كان حالها ووضعها أثناء الحكم العثمانيّ، وقبل أن يتمّ تقسيمها في معاهدة سايكس - بيكو إلى أربع دول (سوريّة، ولبنان، والأردن، وفلسطين). وعليه، تناول المؤلف موضوع هذا الكتاب في خمسة فصول وفق ما يلي: الفصل الأول: "تعريف الطبقة"، الفصل الثاني: "الزراعة في بلاد الشام في العهد العثماني"، الفصل الثالث: "لمحات من بلاد الشام"، الفصل الرابع: "الصراع الطبقي في بلاد الشام"، الفصل الخامس: "تفصيل الصراع الطبقي الشامي المعاصر".