وصف الكتاب:
شكّلت مسألةُ القدَرِ وعلاقته بالفعل الإنساني نقطةَ بحثٍ استعرضَتْها جميع الأمم والشعوب، وقامتْ عليها مدارس فلسفية عديدة، فمنذ فجر التاريخ وُجِدَ من الأمم من اعتقد أفرادها بأنهم مسيَّرون أمام قوى الطبيعة، تفعل بهم ما تشاء. وكغيرها من المدارس الفكرية؛ فقد بحثت مدرسة التصوُّف مسألة القدر وعلاقته بالفعل الإنساني، وتطوَّر بحث الصوفية للقدر مع مرور الوقت، وأصبح لهم مؤلفات خاصة تشرح تلك العلاقة بين القدر والفعل الإنساني. أما حجة الإسلام الغزالي الذي جاء بعد تطور الفكر الكلامي والفلسفي، فقد استقصى بحث القدر من سائر جوانبه، فبحثه عقدياً وفلسفياً ومن منظور علم الأخلاق. و أما الاتجاه الآخر من التصوف، وهو التصوف الفلسفي، فقد اعتمد في بحثه للقدر على فلسفة وحدة الوجود، وصولاً إلى أنّ الإنسان ليس له إرادة حرة مستقلة، وإنما هي جزء من إرادة الله عز وجل.