وصف الكتاب:
كم كانت تلك الأبياتُ الجميلةُ العذْبةُ تثيرُ سواكنَ القلب، وتحرِّك عَصِيَّ الدمع؛ لأنها لم تكن كأيِّ شعرٍ يُقال، إنما كانت زَفَراتِ قلبٍ لوّعَهُ الشوق إلى حضرة الأُنس، وتَـمَلْمُلاتِ نفسٍ لم تنعُم بسكينةٍ حتى سكنتْ في نعيم العبودية، وأناختْ بأحمالها في ساحةِ الربُوبية، فكانت أعتابُ الكريمِ الودودِ ملتَـزَمَها ومعتَصَمَها، وكان قرعُ الباب هِجِّيرَها ودأْبَها، تناجي فتقول ـ وهو مطلِـعُ تلك الأبيات: يـا ربِّ يـا عالِـمَ الحـالْ إليـكَ وجَّهـتُ الآمـالْ فامنُـنْ علينـا بالإقبــالْ وكنْ لنـا واصلِـحِ البالْ تشكو الذنوبَ إلى طبيبِها، ترجوهُ مداواتَها، وتسألُه هُداها وثباتَها، وتتقلّبُ بينَ يديهِ بضروبِ التذلّلِ والانكسار, يسوقُها الخوفُ والإشفاق، ويحدُوها الظنُّ الجميلُ وحسْنُ الرَّجاء، وتَـحُطُّ آمالَـها في ذلكَ الجنابِ الكريم. وهذا شرحٌ حسَنٌ للغاية لتلكَ القصيدة، كتبه عالمٌ من أجلِّ تلامذة الناظم، هو الإمامُ القُدوةُ العارفُ بالله، الحبيبُ جمالُ الدِّين محمدُ بنُ زينِ بنِ سُمَيط، تغمّده الله تعالى برحمتِه.