وصف الكتاب:
شهد العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحوُّلاً هائلاً في مكوِّنات قوة الدّولة، فبعد أن كان الاعتماد على المعطيات العسكرية أو فواعل المساحة والسكان؛ أصبحت القدرة الاقتصادية هي الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها الاستقرار السياسي. وتُعدُّ الاعتبارات الاقتصادية من أهم العوامل المؤثرة في قرارات السياسة الخارجية للدُّول؛ لذا فمن الضروري أن تزن كل الدول الغنية منها والفقيرة وبحذر المضامين الاقتصادية لأي تغيُّر في السياسة. ولقد استخدمت المملكة العربية السعودية قدرتها الاقتصادية بكلِّ وعي، وسخّرت كما فعلت كل دول العالم هذه القدرة في سبيل تحقيق أهدافها وتنفيذ سياساتها للمحافظة على مصالحها القومية، وهي من الدول القليلة التي أحسنت هذا الاستخدام وجعلت الإمكانات الاقتصادية التي تتمتع بها أداةً لمساعدة الدول الأخرى ومساندتها، وذلك بعد أن غلّبت مبادئها على ما يمكن أن يتيحه لها الاقتصاد من قوة.