وصف الكتاب:
من المعلوم للقارئ أن الدعوة إلى الله عز وجل هي سبيل الرسل وطريقهم عليهم الصلاة والسلام، وفي ذلك غاية الشرف والفضل للدعاة أتباع الرسل، المقتدين بهم السائرين على منهاجهم عليهم الصلاة والسلام، ومن شرط ذلك أن يكون الداعية على بصيرة وعلم وبينة بما يدعو إليه، ومما يحذر منه، حتى لا يضر الناس، وحتى لا يدعو إلى ضلالة وهو لا يدري، أو يدعو إلى باطل وترك حق وهو لا يدري، حتى يكون على بينة ليعرف ما يدعو إليه، وما يدعو إلى تركه. وقال عز وجل: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجدالهم بالتي هي أحسن. هذا الأمر العظيم، وإن كان موجهاً إلى الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، فهو أمر للأمة جميعاً وإن خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الأصل والأساس، وهو القدوة عليه الصلاة والسلام، ولكنه مع ذلك موجه للأمة جميعاً، لأن القاعدة الشرعية أن أمته تابعة له في الأمر والنهي إلا ما دل الدليل على أنه خاص به عليه الصلاة والسلام، فالدعوة إلى الله فرض على الجميع، وواجب على الجميع، قال الله جل وعلا: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسن لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً فعلى المسلمين يتأسوا بنبيهم عليه الصلاة والسلام في الدعوة إلى الله، والتوجيه إليه، وإرشاد العباد إلى أسباب النجاة، وتحذيرهم من أسباب الهلاك. والهدف في الكتاب الذي بين يدينا هو تقديم إرشادات وتوجيهات، ودروس نافعات في نطاق الدعوة إلى الله تعالى وفضلها وآدابها وما يتعلق بها، جمعها الكاتب محمد بن رياض الأحمد ونسقها من كلام عدد من العلماء، لتكون حافزاً لكل من سلك طريق الدعوة إلى الله تعالى، في معرفة النهج السديد والمنهج القويم في هذه المهمة العظيمة التي هي مهمة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم إلى يوم الدين.