وصف الكتاب:
لقد كان للإمام المهايمي في تفسيره منهجه الخاص، فقد عمد إلى تفسير المتشابه من الآيات بالاعتماد على مُحكمها دون لجوئه إلى التأويل أو التفسير بالرأي أو التفسير بالظاهر، وقد ذكر في المقدمة حول ما قيل في مناهج التفسير في أن المذموم في التفسير جعل الرأي تابعاً لدلالة القرآن، فيفسر على وفقه تقريراً له ويترك ظاهر القرآن والمحمود جعل الرأي تابعاً لدلالة القرآن وقيل المنهي تفسير المتشابه لأنه غلو، فيما لا يحتاج إليه. وأما فالمحتاج إليه فتفسيره بالرأي مأمور. وأما هو فيرى أن النهي في التفسير محمول على جميع الوجوه المذمومة سوى تفسير المتشابه بما يوافق المحكم، فله مزائد لا تحصى، والممنوع حمله على ظاهره أو على ما يهواه. وقد عمد المفسر إلى جانب تفسيره معاني الآيات إلى استخراج خيرات حسان من نكت عظيم القرآن لم يسبقه أحد إلى بيانها مع بيان صور الإعجاز من بديع ربط كلمات القرآن الكريم وترتيب آياته، للتأكيد على أنه الكتاب المبين، إنما هو جوامع كلمات ولوامع آيات، لا مبدل لكلماته ولا معدل في تحقيقاته فكل كلمة سلطان دارها، وكل آية برهان جارها، وان ما توهم فيها من التكرار فمن تصور الأنظار العاجزة عن الاستكبار. فكان لا بد من بيان ذلك من خلال تفسير الآيات من غير تأويل ولا تطويل في إضمار المقدمات ولا أبعاد في اعتبار المناسبات، أي أن المفسر لم يأخذ في تفسيره منهج غيره في الرجوع إلى أسباب التنزيل. وقد ضم الكتاب في هامشة تفسير غريب القرآن للإمام السجستاني.