وصف الكتاب:
يقف اليمن الإسلامي بآفاقه السياسية والحضارية مجالاً خصباً للباحثين والدارسين في ميدان التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، خاصة بعد التطور السياسي والاجتماعي الكبير الذي يشهده اليمن الآن، حيث يحاول اليمن الحديث أن يستمد في تاريخه وحضارته الإسلامية الخالدة ملامح أمجاده الحاضرة. وفي هذا الكتاب مجموعة من الدراسات والبحوث التاريخية عن اليمن قام بها المؤلف في أثناء عمله كأستاذ للتاريخ الإسلامي في كلية الآداب بجامعة صنعاء وهي تدل ولا شك على ثراء اليمن الثقافي والفكري والعلمي، وتبرز دوره في آفاق الحضارة الإسلامية العالمية. أبرزت هذه الدراسة حقيقة الوضع السياسي في اليمن في بداية القرن الثالث الهجري، وبينت أن العباسيين اعتبروا اليمن منطقة ذات وضع خاص في الكيان العباسي، ومن ثم أعطوه الأسرة الزيادية صلاحيات شرعية لحكم بلاد اليمن باسمهم، على أن يظل الحكم وراثياً في هذه الأسرة. كما وأظهرت الدراسة جميع الحقائق المتعلقة بظهور النجاحيين على مسرح الأحداث في اليمن، وكيف ظهروا كطبقة من العبيد في قصور الزياديين ومن ثم انتقلت إليهم السلطة في الفترة الأخيرة، كما وأبرزت الدراسة أن النجاحيين لم يتمكنوا من بسط نفوذهم على بلاد اليمن كما كانت في أيام الزياديين، وأن نفوذهم الحقيقي لم يتعدّ تُهامة... كذلك أظهرت الدراسة كثيراً من خفايا الصراع الذي احتدم بين النجاحيين والصليبيين، وأبرزت مدى العلاقة بين الصليبيين في اليمن والفاطميين في مصر، وتأثير هذه العلاقة على الوضع السياسية والعسكري... كما وكشفت الدراسة النقاب عن كثير من خفايا عصر نفوذ الوزراء العظماء، الذي كان أهم ملامحه وسماته سيطرة هؤلاء الوزراء على مقاليد الحكم والسلطة في الدولة، وتحرك عوامل الصراع والتنافس بينهم على مواقع السلطة، وهذا ما أضعف الدولة، وجعلها تنهار أمام قوة علي بن مهدي، الذي ظهر في العنبرة، وتبنى أفكاراً خارجية متطرفة، اثبتت الدراسة أن هذه الأفكار كانت وراء تحركه للقضاء على بني نجاح.