وصف الكتاب:
كتب عن "المتنبي" كثير من الأدباء، ولكن الغالبية عالجت نواحيَ من المتنبي دون أن تَجمع، ولم تدخل بين قصائده، بل أبياته فتحدثوا عن حياة المتنبي، أو عن الحساد، أو عن سرقاته، وكلامهم فيه معاد؛ إلا أن بعض هذه الكتب كانت في غاية الدقة والمعرفة. تعتبر دراسة "أبي الطيب" وشعره صعبة، بل طويلة لتشابك حياته بشعره، وتغير نغمه في كل قطر يحلّه، ولإضطراب الأجواء في عصره، وتأزم القضايا السياسية والقومية، وتوزّع التفكير الديني. دراسة "المتنبي" وأمثاله من الشعراء ضرورية جداً لتفهم نواحي أخرى من سمات الأدب في العصر العباسي، فالعصر المذكور يجب ألا يدرس فقط من وراء أبي نواس وأبي العتاهية، لأن "المتنبي" خالفهما، واهتمّ في مرحلة من مراحله بتشجيع الجيش العربي المجاهد، وتصوير معاركه الفائزة ضد البيزنطيين الذين يطمعون في إحتلال أجزاء عزيزة من وطننا العربي، ولهذا فإننا نجد "المتنبي" - و"أبا فراس" - صورة للنضال العربي، وشاعراً يقدر ضرورة الإعلام. لهذا قام المؤلف بدراسته من هذه الوجهة ليزيح ستاراً عن الأدب العربي، عدّه الغرّيضون في منأى عن حاجات الشعب، وما أحلى صور النضال!! وسيجد القارئ مواقف حاسمة للمتنبي وهو يصور سيف الدولة على فرسه، والأعداء يتراجعون وينهارون أمام الجنود العرب.