وصف الكتاب:
هذه الدراسة في الأساس أطروحة دكتوراه في علم الاجتماع الإعلامي، قدمت إلى مدرسة التحليل الاجتماعي في جامعة برادفورد ببريطانيا عام 1983، واستغرق العمل بتحضيرها قرابة الأربع سنوات، قضاها المؤلف بجمع المعلومات والمصادر الأولية من مكتبات مختلفة في بريطانيا تخص الوطن العربي والإسلام وصراع الشرق الأوسط... وهكذا جاءت الدراسة مغطية لكافة الوثائق والكتب الصادرة حول هذا الموضوع فشكل الجزء الأول منها والمكون من أربعة فصول، الأساس النظري للخلفية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي حددت طبيعة علاقة العرب بالغرب، وبالتحديد بريطانيا وأمريكا، والتي في ضوئها قام مؤلف الرسالة بتحليل اجتماعي نقدي لأعمال بعض المستشرقين والعلماء الاجتماعيين الذين تعرضوا في كتاباتهم للعرب والدين الإسلامي، إضافة لتحليل المضمون الإخباري والثقافي للمؤسسات الاقتصادية الجماهيرية في البلدين المذكورين، وفي الكتب الشعبية، موضحاً كيف ولماذا تم مسخ وتشويه صورة العرب وثقافتهم وقضيتهم العادلة في هذه الأعمال والمؤسسات والكتب. أما الجزء الثاني من هذه الأطروحة، والمكون من خمسة فصول، فقد حاول أن يختبر امبريقياً صحة الخلفية النظرية السابقة، مركزاً على المؤسسة الاتصالية الصحفية البريطانية بالتحديد كواحدة من أهم قنوات الاتصال الجماهيري في تشكيل وبلورة اتجاهات الرأي العام البريطاني فيما يتعلق بالعرب. وقد اتضح له من خلال التحليل السوسيولوجي النقدي، أن صناعة الأخبار في هذه المؤسسة الاتصالية كان محكوماً بعوامل اقتصادية وثقافية وسياسية هي المسؤولة عن تثبيت الصورة السلبية عن العرب وتخليدها في أذهان الرأي العام البريطاني. وعند حديثه عن جداول الترميز التي استخدمها في تحليل المضمون الإخباري والثقافي لهذه المؤسسة الاتصالية، فقد قام بتصميم جدولين شاملين قدر الإمكان ليتسنى له من خلالهما تغطية الأحداث المشمولة بالتحليل أدق وأشمل للمضمون الإعلامي