وصف الكتاب:
قد لا يختلف اثنان على أن قِدم الرياضة قديمة قِدم الحضارة نفسها. وهي تكاد تتداخل مع معظم مظاهر الحياة الاجتماعية لدى أغلب الشعوب، فنجدها تطبع الاحتفالات الاجتماعية والدينية تارة بطابعها، أو ترتبط بالشجاعة والإقدام كوسيلة لإعداد المقاتلين واستعراض القوة تارة أخرى. أما في الطبقات الأرستقراطية، فطالما برزت الرياضة كأداة للهو والترف، إذ عُرفت ألعاب الصيد والرمي بدافع التسلية وتنمية المهارات، والحركات الجمبازية والبهلوانية كوسيلة للترويح وحفظ اللياقة، فضلاً عن تطور بعض الفنون في كنف الرياضة، كالرقص المصاحب للموسيقى الذي ظهر عند قدماء المصريين، أو ذاك الذي أخذ بعداً درامياً على يد الأثينيين، وتطور ليصبح جزءاً من الفنون السبعة الراقية عند الإغريق. لكن في الوقت راهن، تكاد تفقد الرياضة مفهومها الإنساني إذ تحولت إلى مجرد هدف استهلاكي.