وصف الكتاب:
إنطلقت جماعة الخوارج السياسية خلال أكثر الأوقات جراحةً بالنسبة للمسار السياسي للإسلام إبان مرحلته الأولى، إذ ظهرت، كجماعة سياسية لها متبنياتها الفكرية وأهدافها، خلال حرب صفين التي جمعت بين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومعاوية بن أبي سفيان، وعلى الرغم من أن أغلب الكُتّاب يذهبون إلى أن حرب صفين لم تكن إلا اللحظة المناسبة والفُرصة المؤاتية التي تمكن فيها الخوارج من التعبير عن وجودهم، أي أنهم كانوا موجودين قبل حرب صفين، أو لنقل جذورهم، فأنهم يختلفون في تحديد معالم هذه الجذور والأسباب التي حملت الخوارج على الخروج.تمكن الخوارج من أن يكوّنوا لأنفسهم منظومتهم الفكرية الخاصة بهم، وهي وإن كانت لا ترقى إلى تلك التي كوّنتها غيرها من الجماعات السياسية الإسلامية، وذلك للطبيعة العسكرية التي إتسموا بها، والتي جعلتهم لا يُولون القضايا الفكرية نفس الأهمية التي يولونها للأمور العسكرية، بيد أن ذلك لم يمنع من تأسيسهم لمرتكزاتٍ دينية وسياسية، وتأصيلهم للطروحات السياسية المتعلقة بموضوعة (السلطة العليا داخل المجتمع) والتي تعاملوا معها تحت مُسمى (الإمامة).