وصف الكتاب:
ليس للمخطوط الذي نحن بصدده مقدمة، أو خاتمة، كما هو معتاد في مثله، وإنما هو يبدأ فجأة بذكر أحداث السنين التي يعنى بتسجيلها، وينتهي بالطريقة نفسها، ويرجع ذلك إلى أن المؤلف لم يعن بإخراج كتابه بصورته الأخيرة، أو أنه لم يبيضه أصلاً، وبذلك فإنه أجل وضع عنوان محدد له لحين الانتهاء منه تماماً، وهو ما لم يحدث قط. وثمة عدة قرائن تدل على أنه من تأليف المؤرخ البصري -أو الزبيري على وجه أدق- عبد الله بن إبراهيم الغملاس، الذي عاش في أواخر القرن التاسع عشر، والثلث الأول من القرن العشرين، وأهم تلك القرائن، أن المؤلف أشار إزاء عدد من الأخبار التي ساقها إلى مختصرات لعناوين كتب يظهر أنه كان ينوي تأليف بعضها، أو أنه شرح -أو أنجز- تأليف بعضها فعلاً. والكتاب الذي بأيدينا هو أحد تلك المؤلفات المهمة، في المادة التاريخية، وفيه نزاهة ملحوظة في تقويمه الأحداث التي يؤرخها، نظراً لما اتسم من دقة في الملاحظة، ووضوح في العرض، وسعة في تسجيل حقبة حافلة من تاريخ الزبير والبصرة وبعض المدن والقصبات المجاورة الأخرى، عاشها المؤلف بنفسه، وشاهد بأم عينيه مجريات حوادثها، واتصل بمعظم رجالها من ساسة وزعماء وشيوخ قبائل وشعراء وأئمة وزهاد وغيرهم. وأخبار الكتاب مرتبة على طريقة الحوليات التقليدية، فهو يبتدئ بحوادث سنة 1300هـ/1882م، وينتهي عند السنة 1332هـ/1914م ولا ندري ما إذا كان ثمة قسم من الكتاب، تال لهذه السنة، قد فقد وضاعت معه أخبار السنين اللاحقة، ومما يرجح هذا الزعم أن المؤلف أشار في كتابه إلى تاريخ تأليفه إياه