وصف الكتاب:
"عالمية"، "عولمة"، "إمبراطورية أميركية": منهم من يرى فيها مدخلاً سحرياً ومنهم من يرى فزاعة. إلا أن هذه المفردات باتت خالية من أي مدلول. في استعادة لهذه المفردات الشائعة يقترح علينا قراءة مبتكرة لما يعرفه بأنه سيستام-عالم، إمبراطورية عالمية للتجارة، تجسد الولايات المتحدة فيها السلطة الرائدة. تخدم منظمات مالية دولية رئيسة (منظمة التجارة الدولية، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي) هذه الإمبراطورية التي لم يشهد التاريخ مثيلاً لها حيث تتقدم مصالح الشركات المتعددة الجنسية والدولة الأغنى على ما عداها من المصالح. ترتكز هذه الإمبراطورية على وضع يدها على مصادر الطاقة، كما وأنها ضاربة عرض الحائط بمصالح الغالبية العظمى من البشرية-الجنوب إلا أن المفارقة تكمن في أنها متخدرة بالصراعات الدائمة والدائرة فيما بين تكتلاتها الاقتصادية المكونة لها. هل إن أوروبا التي تحمل نموذجاً حضارياًَ لا يقتصر على سلعنة" العلاقات الإنسانية، سيكون بمقدورها توفير بديل عن هذه الإمبراطورية، من شروط ذلك طبعاً أن تكون لديها الإرادة... على امتداد هذه الدراسة بما يتوفر فيها من تحليلات نظرية وجيوسياسية مدعومة بوقائع حية وتاريخية، سيعرض "سامي نائير" الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية والنائب في البرلمان الأوروبي سيعرض على القارئ ليس فقط إسهاماً لتأويل أفضل للعالم وإنما أيضاً أفكاراً تخدم التغيير.