وصف الكتاب:
ليست الشعرية التاريخية سرداً لتاريخ الأجناس الأدبية أو تلخيصاً لحركة النصوص عبر الزمن وإنما هي كشف عن العلاقات الخفية والصلات الكامنة في الآثار والأجناس والنصوص وهي إصغاء للحركة الدائبة التي تحدث بين فنون الأدب وأشكاله وأنماطه. وقد كانت دراستنا لشعرية الرسائل الأدبية دراسة تجمع بين البعد الأجناسي في التعامل مع الأدب والبعد التداولي التلفظي المستند إلى نظريات الخطاب ولسانيات التلفظ. وقد سعينا فيها إلى بناء نظام الأجناس النثرية القديمة من خلال مقولة المقام الأدبي، فاكتشفنا الفضاء الشعري الذي أنتج مختلف خطابات الرسائل، السردي منها والخطابي والشعري وأصغينا إلى ما بينها من تفاعل وتداخل نصّي وأجناسي وما حدث فيها من تحوّل ومن رحلة تحدث من نصّ إلى آخر وأعدنا كتابة تاريخ النثر العربي القديم كتابة تظهر هذه الحركة وتتقصّى مظاهر التطور التي تحدث حين يهاجر نمط من الكتابة من جنس أدبي ليحلّ في جنس أدبي آخر وحين تتحول وظيفة أدبية من سياق نصّي إلى سواه وانتهينا إلى كتابة جانب هام من تراثنا الأدبي المعبّر عن أزهى عصور الأدب العربي وأخصبها على امتداد التاريخ القديم والحديث والمعاصر على السواء.