وصف الكتاب:
تعتبر الأنشطة المائية من الأنشطة التي تعطي الأفراد الممارسين لها الإحساس بالقبول وتقدير الذات والصحة البدنية والعقلية, وقد انتشرت الأنشطة المائية بشكل واسع في المجتمعات الحديثة نتيجة لتوفر المرافق والخدمات المناسبة لأداء مختلف هذه الأنشطة، بالإضافة إلى توفر الكوادر المؤهلة و المدربة بشكل منظم وبأسس علمية صحيحة للإشراف على هذه الأنشطة ومتابعة حالة الممارسين. تتوفر في الوسط المائي العديد من الخصائص التي تعطيه أفضلية تعود بالنفع على الأفراد الممارسين له، ففي الوسط المائي يكون خطر الإصابة اقل من الوسط الأرضي لان ضغط الماء والذي يسمى بالضغط الهيدروستاتي يعمل على دعم مفاصل الجسم وأيضا يكون الاصطدام بالأرض اقل، أيضا يعمل الوسط المائي على تحسين كلا˝ من القوة والتحمل العضلي واللياقة العامة، بالإضافة إلى ذلك فان الأنشطة المائية تعطي فرصة ممتازة للتكيف الفردي والانخراط في الجماعات بحيث يتعلم المشاركين إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين, كما وتعمل الأنشطة التنافسية والمسابقات المائية على تحسين الوعي الاجتماعي بين الأفراد الممارسين وتبني الصداقات فيما بينهم. كما أنه يبدد الشعور بالعزلة والاكتئاب والقلق الذي عادة ما يصاحب الإصابة أو المرض. فالتمارين في الوسط المائي تمنح شعوراً بالارتياح والأمان لا يمكن الإحساس به على الأرض, فهي تخفف من عبئ الوزن الكامل للفرد وتقي من الإصابات التي تحدث بسببالارتطام مع الأرض الصلبة وتبعد الضغط عن مفاصل الجسم كما إنها تنشط الدورة الدموية وقد كانللتمارين المائية تأثيراً على العديد من الرياضيين المحترفين نتيجة لاستخدامهمالتمارين المائية بغرض سرعة الاستشفاء من الإصابات وتحسين تكيفهم البدني, ويمكن لمعظم الأفراد تحمل التمرين ذو الشدة العاليةبصورة أفضل في الماء. كما أنها تساعد العضلات الضعيفة على الحركة عندما يطفو الجسمفوق سطح الماء و تعمل مقاومة الماء للحركة نوعاً معتدلاً من تمرينات المقاومة تؤديلاستعادة الجسم لحيويته عقب حالات الضعف العام وفي فترات النقاهة بعد المرض أو بعدالعمليات الجراحية. كما أن قوة دفع الماء إلى الأعلى تساعد على عملية الطفو التي تسمحلأجزاء الجسم المصابة بأنواع معتدلة من الشلل والضمور العضلي من الأداء الحركي،مما يحسن المدى الحركي للمفاصل التي قد أصابها التصلب نتيجة فترات طويلة من الراحةأو استعمال الجبائر. كانت الأنشطة المائية فيما سبق تستخدم لتخفيف التوتر الانفعالي للأفراد كما استخدمت في التأهيل البدني،حيث أنشئت الحمامات الرومانية المشهورة أساساً لتستخدم من قبل الجنود الرومانيين المرهقين من أثر المعارك، كما استخدمت السباحة والتمرينات المائية لتأهيل الجرحى خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. أما حديثاً فقد تزايدت الأنشطة المائية بشكل واضح و أصبحت تمارس على شكل السباحة الترويحية والتعليمية والتنافسية للأفراد من كافة الأعمار. وإذا نظرنا لبرامج التمرينات المائية نجد أنها تشبه إلى حد كبير برامج التمرينات الهوائية الأرضية، كما يمكن أن تتشكل برامجها بطريقة مشابهة لما تتشكل به برامج التمرينات الأرضية مثل التدريب الدائري، والفتري بنوعيه مرتفع الشدة أو منخفض الشدة والتدريب المستمر. و هناك أنواع عديدة من التمرينات المائية التي يمكن ممارستها داخل أحواض الماء، فمنها لإعادة التأهيل بعد الإصابات ومنها للعروض التشويقية، وتمرينات الجري والمشي في الماء الضحل والعميق، و تشمل على الوثب وتمرينات الإطالة وأيضا السباحة بالإضافة إلى جميع أنواع الحركات المستخدمة في الايروبيكس الأرضي. فالتمرينات المائية تشبه برامجها برامج الايروبيكس الأرضي إلى حدا كبير، ويمكن أن تمارس بعمق(3) إلى (5) أقدام. ويمكن للمتابع للدراسات الحديثة المتعلقة في موضوع التمارينالمائية أن يرى العديد من الدراسات التي تظهر النتائج الجيدة لممارسة التمرينات المائية على جسم الإنسان وخاصة على الجهاز القلبي الوعائي، وأيضا فان للمشي والجري في الماء العميق اثر كبير في حرق سعرات حرارية اكبر من المشي على الوسط الأرضي نتيجة لكثافة الماء التي تفوق كثافة الوسط الأرضي، كذلك فالحركة في الماء تحتاج إلى مقاومة أعلى من الحركة على الأرض فالمقاومة في الماء تكون أعلى من(12-14) مرة مقارنة بالتمرين على الأرض وتعتبر المقاومة متغيرة اعتمادا على جنس وعمر المشاركين ومدى الجهد الشخصي المبذول في التمرين. حيث أن انغمار الجسم في الماء يلعب دورا كبير في حمل الماء لوزن الجسم، ففي حالة الانغمار إلى مستوى الصدر فان (85%-90%) من وزن الجسم يُدعم ويُحمل بواسطة الماء، معنى ذلك أن ( 10% -15%) من وزن الجسم يحمله الفرد في حالة الانغمار في الماء إلى مستوى الصدر. وأيضا فقد أشارت العديد من الدراسات العلمية إلى أن معدل ضربات القلب يكون اقل ب( 12 إلى 15) ضربة في الدقيقة وذلك عند القيام بنفس التمرين أو بذل نفس الجهد على الأرض، والسبب في ذلك يعود إلى طبيعة وخواص الماء حيث أن درجة حرارة الماء تكون اقل بقليل من درجة حرارة الجسم و أيضا يشكل ضغط الماء على الجسم ضغطا يساعد على توزيع الدم في الجسم وذلك يساعد ويخفف الجهد الواقع على عضلة القلب. والجدول التالي يشير إلى كمية السعرات الحرارية المستهلكة خلال العمل في الماء أو على الأرض. الفرق بين كمية السعرات المحروقة بين الأنشطة على الأرض أو في الماء النشاط كمية السعرات المحروقة / دقيقة التمرينات الهوائية على الأرض 6 – 6.6 التمرينات المائية في حوض السباحة 5.7 – 6.5 المشي على الأرض 4.5 – 5.4 المشي في الماء 8.8 الجري على الأرض 8 الجري في الماء 11.5 ومن خلال ما تقدم يمكن استخلاص أن التمريناتالمائية هي عبارة عن مجموعة من الحركات الرياضية التي تمارس في الوسط المائي بهدف ترفيهي أو علاجي، وقد تكون هذه الحركات بمصاحبة أو عدم مصاحبة الإيقاع الموسيقي الذي يضيف عنصر التشويق للنشاط، ولا يشترط إجادة السباحة لمن يريد الانضمام إلى نشاط التمرينات المائية حيث يمكن أن تؤدى الحركات في المنطقة الضحلة من الحوض أو يمكن استخدام وسائل وأدوات معينة للتثبيت وحَمل الجسم لتساعد على اتخاذ وضع الطفو إذا كانت التمارين تؤدى في المنطقة العميقة، وأخيرا فان التمارين المائية يمكن ممارستها من قبل الذكور والإناث وفي مختلف مراحل العمر سواء كان الفرد من الأصحاء أو من الأشخاص المعوقين حيث يمكن تعديل التمارين و الأوضاع بما يتناسب مع قدرات وإمكانات جميع الممارسين.