وصف الكتاب:
كتاب « من يجرؤ على نقد إسرائيل « للباحث الاستراتيجي الفرنسي باسكال بونيفاس ، صادر عن المركز العربي للدراسات الغربية بالقاهرة ، في مئتين وستين صفحة من القطع المتوسط ، وهو كتاب تبدو فكرته واضحة بليغة من عنوانه ؛ حيث يلخص هذا العنوان القضية الرئيسية في الكتاب وهي صعوبة ومخاطر ممارسة الحق في نقد إسرائيل وسياساتها ، كما يحكي الكتاب قصة « الردع الاستباقي « الذي يمارسه اللوبي الصهيوني في المجتمعات الغربية لإفشال أي نقد يوجه لإسرائيل ، لا سيما في فرنسا ؛ حيث يقدم لنا بونيفاس توثيقاً هاماً يعكس تطور الوعي السياسي الفرنسي والأوروبي تجاه إسرائيل. إضافة إلى أنه يحلل أحد أشهر آليات الضغط لدى إسرائيل وهي الاتهام بالعداء للسامية . جدير بالذكر ان أهمية الكتاب تكمن في أنه يضيء بالمعرفة الموثقة حقائق ووقائع ليس كما نتصورها نحن العرب في مجتمعاتنا، وإنما كما هي في الواقع فعلاً . بانوراما المحتوى جاء الكتاب مشتملاً على تسعة فصول، خلاف التقديم الذي قدمه المترجم أحمد الشيخ، والخاتمة والملاحق ؛ في الفصل الأول وتحت عنوان « نقد إسرائيل « ناقش الكاتب النقد الذي يمكن أن يوجه لإسرائيل باعتباره حقاً نظرياً تبقى ممارسته عملية شائكة، وفي الفصل الثاني تطرق الكاتب إلى محاكمة الإعلام الفرنسي وعلاقاته السلبية والإيجابية باللوبي اليهودي داخل فرنسا، أما كراهية اليهودي ووقائعها وصياغاتها الدرامية، فقد ناقشها الكاتب خلال الفصل الثالث، وخلال الفصول الست التالية قام المؤلف بتحليل وعرض ما يمثل التحكم اليهودي في فرنسا باعتباره صراعاً مستورداً، وكذلك ما يقوم به اليمين اليهودي المتطرف من خلال وهم العداء للسامية، هذا الوهم الذي ناقشه المؤلف من خلال وجهتي النظر الإسرائيلية والأمريكية، وما يرتبط به ذلك بالنسبة لمخاطر إضفاء الطابع الطائفي على السياسة الفرنسية . معايشات وضغوط يرصد بونيفاس في كتابه الوقائع والأحداث والتصريحات، والتي يتعلق بعضها بما عايشه شخصياً، وبعضها الآخر ينتمي إلى مجال التحليل السياسي والاستراتيجي لأزمة الشرق الأوسط وتداعياتها، ويروي قصة صراعه مع غلاة الموالين لإسرائيل، وكيف بدأ الصراع بمذكراته السياسية التي أرسلها إلى قادة الحزب الاشتراكي الفرنسي قبل احد انتخابات الرئاسة الفرنسية، والتي حذر فيها قادة الحزب من أن دعمهم المطلق لإسرائيل عن حق وعن باطل، سيؤثر على نجاحهم الانتخابي، وأن أبناء الطائفة العربية والمسلمة من المقيمين على الأراضي الفرنسية والذين يملكون حق التصويت ينبغي أن يؤخذوا في الاعتبار، وأن الساحة الفرنسية لا سيما لدى الشباب تشهد تراجعاً وانحساراً للتعاطف مع إسرائيل بالقياس إلى ما كان عليه الأمر في الماضي، ثم يتطرق بونيفاس للضغوط التي تعرض لها إثر تلك التصريحات والنصائح حيث انطلقت حملة بقيادة السفير الإسرائيلي لدى فرنسا تتهم بونيفاس بالعداء للسامية، ليتلقى بعدها بونيفاس تهديداً بالقتل وتعرض لضغوط كبيرة لإقصائه عن عمله كمدير لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية .