وصف الكتاب:
نظريات التعلم لا تقتصر أهمية دراسة موضوع التعلم في كونه أحد فروع المعرفة فحسب ولكن لارتباطه الوثيق بالنشاط الإنساني والحيواني أيضا. فالتعلم يعني أصلا بالدرجة الأولى بدراسة التغيرات الي تطرأ على السلوك والخبرة ، أو التغيير في السلوك والخبرة ، ومثل هذه التغيرات تشمل عمليات الاكتساب للسلوك أو الخبرة ،أو التغيير في السلوك والخبرة، أو عمليات المحو للسلوك واستبداله بسلوك جديد، ومن هذا المنطلق نجد أن موضوع التعلم يبدو على درجة عالية من الأهمية والحساسية ، كما يستحق الدراسة والبحث والتقصي بغية التعرف على خصائص السلوك وأسبابه وعوامله ومتغيراته ، بالإضافة الى التعرف على الأسباب والعوامل التي تؤدي الى حدوث التغيرات في هذا السلوك في المواقف المتعددة والخلل الذي يطرأ عليه . وهكذا فإن دراسة عمليات التعلم تمكنا من وضع المبادئ والمفاهيم والمناهج المرتبطة بالسلوك والتي في ضوئها يمكن تفسير هذا السلوك والتنبؤ به وتوجيهه وضبطه بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ، وتجدر الإشارة هنا ، أن مثل هذه المبادئ والقوانين ليست بديلة للدين ، لأن الاستخدام لمثل هذه المبادئ يمكن تكييفه بما يتناسب وطبيعة الثقافة السائدة في أي مجتمع من المجتمعات ، وكل ما تهدف منه هو توجيه السلوك وضبطه على نحو يساعد الفرد على التكيف مع المتغيرات البيئية والاجتماعية والثقافية التي تسود في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد ، والذي بالتالي يساعده على رفع كفاءته السلوكية